الجزء الثانى
من حقيقة ابن سينا الملحد
الجزء الاول هنا
وهذا القول وهو أن الأول ليس مبدعا للعالم وإنما هو علة غائية للتشبه به وإن كان في غاية الجهل والكفر فالمقصود أنهم وافقوا سائر العقلاء في أن الممكن المعلول لا يكون قديما بقدم علته كما يقول ذلك ابن سينا وموافقوه ؛ ولهذا أنكر هذا القول ابن رشد وأمثاله من الفلاسفة الذين اتبعوا طريقة أرسطو وسائر العقلاء في ذلك وبينوا أن ما ذكره ابن سينا مما خالف به سلفه وجماهير العقلاء وكان قصده أن يركب مذهبا من مذاهب المتكلمين ومذهب سلفه فيجعل الموجود الممكن معلول الواجب .
من حقيقة ابن سينا الملحد
الجزء الاول هنا
وهذا القول وهو أن الأول ليس مبدعا للعالم وإنما هو علة غائية للتشبه به وإن كان في غاية الجهل والكفر فالمقصود أنهم وافقوا سائر العقلاء في أن الممكن المعلول لا يكون قديما بقدم علته كما يقول ذلك ابن سينا وموافقوه ؛ ولهذا أنكر هذا القول ابن رشد وأمثاله من الفلاسفة الذين اتبعوا طريقة أرسطو وسائر العقلاء في ذلك وبينوا أن ما ذكره ابن سينا مما خالف به سلفه وجماهير العقلاء وكان قصده أن يركب مذهبا من مذاهب المتكلمين ومذهب سلفه فيجعل الموجود الممكن معلول الواجب .
مع كونه أزليا قديما بقدمه . واتبعه على إمكان ذلك أتباعه في ذلك كالسهروردي الحلبي والرازي والآمدي والطوسي وغيرهم .
وزعم الرازي فيما ذكره في محصله أن القول بكون المفعول المعلول يكون قديما للموجب بالذات مما اتفق عليه الفلاسفة المتقدمون الذين نقلت إلينا أقوالهم كأرسطو وأمثاله .
إنما قاله ابن سينا وأمثاله . والمتكلمون إذ قالوا : بقدم ما يقوم بالقديم من الصفات ونحوها فلا يقولون إنها مفعولة ولا معلولة لعلة فاعلة ؛ بل الذات القديمة هي الموصوفة بتلك الصفات عندهم فصفاتها من لوازمها يمتنع تحقق كون الواجب واجبا قديما إلا بصفاته اللازمة له كما قد بسط في موضعه .
ويمتنع عندهم قدم ممكن يقبل الوجود والعدم مع قطع النظر عن فاعله . وكذلك أساطين الفلاسفة يمتنع عندهم قديم يقبل العدم ويمتنع أن يكون الممكن لم يزل واجبا سواء قيل إنه واجب بنفسه أو بغيره .
ولكن ما ذكره ابن سينا وأمثاله في أن الممكن قد يكون قديما واجبا بغيره أزليا أبديا - كما يقولونه في الفلك هو الذي فتح عليهم في "الإمكان " -
من الأسئلة القادحة في قولهم ما لا يمكنهم أن يجيبوا عنه كما بسط في موضعه .
فإن هذا ليس موضع تقرير هذا ؛ ولكن نبهنا به على أن برهانهم القياسي لا يفيد أمورا كلية واجبة البقاء في الممكنات .
وأما واجب الوجود - تبارك وتعالى - فالقياس لا يدل على ما يختص به وإنما يدل على أمر مشترك كلي بينه وبين غيره .
إذ كان مدلول القياس الشمولي عندهم ليس إلا أمورا كلية مشتركة وتلك لا تختص بواجب الوجود - رب العالمين سبحانه وتعالى - فلم يعرفوا ببرهانهم شيئا من الأمور التي يجب دوامها لا من الواجب ولا من الممكنات .
وإذا كانت النفس إنما تكمل بالعلم الذي يبقى ببقاء معلومه . لم يستفيدوا ببرهانهم ما تكمل به النفس من العلم ؛ فضلا عن أن يقال : إن ما تكمل به النفس من العلم لا يحصل إلا ببرهانهم ؛ ولهذا كانت طريقة الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه الاستدلال على الرب تعالى بذكر آياته .
فابن سينا لما تميز عن أولئك ؛ بمزيد علم وعقل ؛ سلك طريقهم المنطقي في تقرير ذلك .
وصار سالكوا هذه الطريق وإن كانوا أعلم من سلفهم وأكمل فهم أضل من اليهود والنصارى وأجهل إذ كان أولئك حصل لهم من الإيمان بواجب الوجود وصفاته ما لم يحصل لهؤلاء الضلال لما في صدورهم من الكبر والخيال وهم من أتباع فرعون وأمثاله ولهذا تجدهم لموسى ومن معه من أهل الملل والشرائع متنقصين أو معادين .
قال الله تعالى : ﴿ الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه ﴾ وقال تعالى : ﴿ كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار ﴾ وقال :﴿ فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤن ﴾ أهـ مجموع فتاوى ابن تيمية - ج 9
فى كتاب ( تلبيس إبليس ) للإمام أبي الفرج عبد الرحمن الجوزي ، الذى فيه من فوائد وتبيين لطرائق أهل الأهواء والبدع ، وتبيين طرق إبليس في التلبيس على العباد
يقول محقق الكتاب تعريفاً للشخصية التي أوردها الإمام إبن الجوزي في أصل كتابه :
أبو علي ، الحسين بن عبد الله بن سينا ، شرف الملك ، من أشهر الأطباء والفلاسفة المسلمين ، له تصانيف كثيرة ، توفي سنة 428هـ .أهـ صــ47ـــ .
نعم هو إبن سينا ، وما شدّني في تعريفه الموجز هو عدّ المحقق ذلك الهالك من المسلمين ، وللفائدة والتبيين أحببت هنا أن أضع بين يدي القارئ الكريم ما قيل حول إبن سينا ومعتقداته :
قال الإمام الذهبي رحمه الله في سير أعلام النبلاء :
وقد كفّره الغزالي في كتاب المنقذ من الضلال وكفّر الفارابي . أهـ
وفي ميزان الإعتدال قال : ما أعلمه روى شيئاً من العلم ولو روى لما حلّت الرواية عنه لأنه فلسفي النحلة ضال . أهـ
وفي اللسان لإبن حجر ، نقل الحافظ عبارة الذهبي وجاء آخرها :لا رضي الله عنه . أهـ وذكر إبن كثير رحمه الله في البداية والنهاية : ذكر الغزالي رد على إبن سينا في تهافت الفلاسفة في عشرين مجلساً له كفره في ثلاث منها وهي :
1ــ قدم العالم
2ــ عدم المعاد الجثماني
3ــ أن الله لا يعلم الجزئيات .
وبدّعه في البواقي . أهـ
أما شيخ الإسلام صادق اللهجة إبن تيمية عدّه من ملاحدة الفلاسفة لأن إبن سينا سار على نهج أهل الوهم والتخييل وهم يقولون أن الأنبياء قصدوا إفهام الجمهور بالكذب والباطل للمصلحة ، وعلى هذا القانون سار إبن سينا وألّف رسالته ( الأضحوية ) . أهـ درء تعارض العقل والنقل
وفي الإستقامة قال : وهو من الصابئة الذين خلطوا بها من الحنيفية ما خلطوا . أهـ
وقال الإمام إبن القيم في إغاثة اللهفان :فالرجل معطل مشرك جاحد للنبوات والمعاد لا مبدأ عنده ولا معاد ولا رسول ولا كتاب . أهـ
وقال : وكان إبن سينا كما أخبر عن نفسه قال : أنا وأبي من أهل دعوة الحاكم .
فكان من القرامطة الباطنية الذين لا يؤمنون بمبدأ ولا معاد ولا رب خالق ولا رسول مبعوث جاء من عند الله تعالى . أهـ
وقال رحمه الله : هو إمام الملحدين إبن سينا ،
وقال أيضاً : وبالجملة فكان هذا الملحد هو وأتباعه من الملحدين الكافرين بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر . أهـ
وقد سئل الإمام إبن الصلاح عن جماعة من المسلمين المنتسبين لأهل العلم والتصوف : هل يجوز لهم أن يشتغلوا بتصنيف إبن سينا وأن يطالعوا في كتبه وهل يجوز أن يعتقدوا أنه كان من العلماء أم لا ؟
فأجاب رحمه الله : لا يجوز لهم ذلك ومن فعل ذلك غرر بدينه وتعرض للفتنة العظمى ولم يكن من العلماء ، بل كان شيطاناً من شياطين الإنس وكان حيراناً في كثير من أمره وينشد كثيراً :
إن كنت أدري فعلى بدنه *** من كثرة التخليط أني من أنه
0 التعليقات:
إرسال تعليق