تعديل

الجمعة، 5 أبريل 2013

ما هى صفات الحور العين فى الجنة؟

ما وصف الحور العين مما ورد في الكتاب والسنة ؟ والزوجة الصالحة في الدنيا ماذا يكون شكلها أو وصفها في الجنة إذا أراد الله لها الجنة ؟ .
الحمد لله
أولاً : 
إن رضى الرحمن ودخول الجنان هو غاية ما يتمناه المؤمن والمؤمنة ، فإذا خرج من الدنيا وقد فاز 

برضوان الله فليبشر بعد ذلك بالخير كله ، فإذا دخل 

الجنة فلا يسأل بعد ذلك عن النعيم المقيم ، الذي 

لم تره عين ، ولم تسمع به أذن ، ولم يخطر على قلب 

بشر ، فيحصل له كل ما يتمناه بأحسن أحواله ، 

وكل ما يطلبه مجاب ، وكل ما يشتهيه في متناوله ، 

ولا يمكن أبداً أن يجد ما يعكر صفوه لأنه في ضيافة 

الرحمن كما قال سبحانه : ( وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي 

أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ .

 نُزُلا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ) فصلت/31،32 . 


ومن أحسن ما تشتهيه الأنفس في الآخرة للرجال نساء 

الجنة ، وهن الحور العين ، وللنساء ما يقابله من 

النعيم ، ومن حكمة الله العظيمة أن الله لم يذكر ما 

للنساء مقابل الحور العين للرجال ، لأن ذلك من دواعي 

الخجل وشدة الحياء ، فكيف يرغبهن في الجنة بما يثير 

حياءهن ويستحيين من ذكره والكلام فيه ، فاكتفى 

سبحانه بالإشارة إليه كما

في قوله : ( وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ ) فصلت/31 . 



وقد جاء في كتاب الله تعالى وصف للحور العين في أكثر من موضع ، ومن ذلك : 
1. قوله تعالى في ذكر جزاء أهل الجنة : ( وَحُورٌ عِينٌ 

. كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ )

 الواقعة/22، 23 . 

قال السعدي رحمه الله :

" أي : ولهم حور عين ، والحوراء : التي في عينها

 كحل وملاحة ، وحسن وبهاء ، والعِين : حسان الأعين

 وضخامها ، وحسن العين في الأنثى من أعظم الأدلة على حسنها وجمالها .

( كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ) أي : كأنهن اللؤلؤ

 الأبيض الرطب الصافي البهي ، المستور عن الأعين 

والريح والشمس ، الذي يكون لونه من أحسن 

الألوان ، الذي لا عيب فيه بوجه من الوجوه ،

 فكذلك الحور العين ، لا عيب فيهن بوجه ، بل هن كاملات 

الأوصاف ، جميلات النعوت . فكل ما تأملته منها لم 

تجد فيه إلا ما يسر الخاطر ويروق الناظر " انتهى . 
" تفسير السعدي " (ص 991) 

2. قوله تعالى : ( كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ ) الرحمن/58 . 
قال الطبري رحمه الله : 
" قال ابن زيد في قوله ( كأنهن الياقوت والمرجان ) : كأنهن الياقوت في الصفاء , والمرجان في البياض ، الصفاء صفاء الياقوتة ، والبياض بياض اللؤلؤ " انتهى . 
" تفسير الطبري " ( 27 / 152 ) . 

3. قوله تعالى في وصف نساء الجنة في سورة الواقعة : ( إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً . فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا . عُرُبًا أَتْرَابًا ) الواقعة/35-37 . 
قال ابن كثير رحمه الله : 
" قوله ( عُرُباً ) : قال سعيد بن جبير عن ابن عباس يعني : متحببات إلى أزواجهن ، وعن ابن عباس : العُرُب العواشق لأزواجهن , وأزواجهن لهن عاشقون ......... 
وقوله ( أَتْرَابا ) قال الضحاك عن ابن عباس يعني : في سن واحدة ثلاث وثلاثين سنة ........ 
وقال السدي : ( أترابا ) أي : في الأخلاق المتواخيات بينهن ليس بينهن تباغض ولا تحاسد ، يعني : لا كما كن ضرائر متعاديات " انتهى . 
" تفسير ابن كثير " ( 4 / 294 ) . 

وقال الحافظ ابن حجر : 

عن مجاهد في قوله ( عُرُباً أتراباً ) قال : هي المحببة إلى زوجها . 
" فتح الباري " ( 8 / 626 ) . 



4. وقال تعالى في وصفهن : ( فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ ) الرحمن/70 . 

قال ابن القيم : 
ووصفهن بأنهن خيرات حسان وهو جمع خَيْرة وأصلها خَيّرة وهي التي قد جمعت المحاسن ظاهرا وباطنا , فكمل خلقها وخلقها فهن خيرات الأخلاق , حسان الوجوه . 
" روضة المحبين " ( ص 243 ) . 


5. ووصفهن بالطهارة فقال : ( وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) البقرة/25 . 
قال ابن القيم : 
ووصفهن بالطهارة فقال : ( ولهم فيها أزواج مطهرة ) طهرن من الحيض والبول والنجو (الغائط) وكل أذى يكون في نساء الدنيا ، وطهرت بواطنهن من الغيرة وأذى الأزواج وتجنيهن عليهم وإرادة غيرهم . 
" روضة المحبين " ( ص 243 ، 244 ) . 




6. ووصفهن تعالى بأنهن قاصرات أطرافهن عن غير أزواجهن فقال : ( فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ ) الرحمن/56 ، وقال : ( حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ ) الرحمن/72 . 
قال ابن القيم : 
ووصفهن بأنهن ( مقصورات في الخيام ) أي : ممنوعات من التبرج والتبذل لغير أزواجهن ، بل قد قُصِرْن على أزواجهن ، لا يخرجن من منازلهم ، وقَصَرْنَ عليهم فلا يردن سواهم ، ووصفهن سبحانه بأنهن ( قاصرات الطرف ) وهذه الصفة أكمل من الأولى ، فالمرأة منهن قد قصرت طرفها على زوجها من محبتها له ورضاها به فلا يتجاوز طرفها عنه إلى غيره . 
" روضة المحبين " ( ص 244 ) . 


هذا طرف من ذكرهن في القرآن ، وقد جاء في السنة ما تحار فيه العقول في وصف جمالهن وحسنهن ، ومن ذلك : 




1. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر , ثم الذين يلونهم كأشد كوكب دري في السماء إضاءة , قلوبهم على قلب رجل واحد لا اختلاف بينهم ولا تباغض , لكل امرئ منهم زوجتان من الحور العين , يرى مخ سوقهن من وراء العظم واللحم من الحسن ) رواه البخاري ( 3081 ) ومسلم ( 2834 ) . 


قال ابن حجر رحمه الله : 
الحور التي يحار فيها الطرف يبان مخ سوقهن من وراء ثيابهن , ويرى الناظر وجهه في كبد إحداهن كالمرآة من رقة الجلد وصفاء اللون . 
" فتح الباري " ( 8 / 570 ) . 




2. وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما , ولملأت ما بينهما ريحا , ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها ) رواه البخاري ( 2643 ) . 
فلو أطلت بوجهها لأضاءت ما بين السماء والأرض ، فأي نور وجمال في وجهها ! وطيبُ ريحها يملأ ما بين السماء والأرض ، فما أجمل ريحها ! 
وأما لباسها ؛ فإن كان المنديل الذي تضعه على رأسها خير من جمال الدنيا وما فيها من متاع وروعة وطبيعة خلابة وقصور شاهقة وغير ذلك من أنواع النعيم ، فسبحان خالقها ما أعظمه ، وهنيئا لمن كانت له وكان لها . 


ثانياً : 
وحال المؤمنة في الجنة أفضل من حال الحور العين وأعلى درجة وأكثر جمالا ، وقد ورد في ذلك بعض الأحاديث والآثار ولكن لا يثبت منها شيء ، ولكن المرأة الصالحة من أهل الدنيا إذا دخلت الجنة فإنما تدخلها جزاء على العمل الصالح وكرامة من الله لها لدينها وصلاحها ، أما الحور التي هي من نعيم الجنة فإنما خلقت في الجنة من أجل غيرها وجعلت جزاء للمؤمن على العمل الصالح ، وشتان بين من دخلت الجنة جزاء على عملها الصالح ، وبين من خلقت ليُجَازَى بها صاحب العمل الصالح ، فالأولى ملكة سيدة آمرة ، والثانية على عظم قدرها وجمالها إلا أنها لا شك دون الملكة وهي مأمورة من سيدها المؤمن الذي خلقها الله تعالى جزاء له . 
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : هل الأوصاف التي ذكرت للحور العين تشمل نساء الدنيا ؟ 
فأجاب : 
الذي يظهر لي أن نساء الدنيا يكنَّ خيراً من الحور العين ، حتى في الصفات الظاهرة ، والله أعلم . 
" فتاوى نور على الدرب ( شريط رقم 282 ) " . 
نسأل الله العظيم أن يؤتينا أفضل ما يؤتي عباده الصالحين . 
والله أعلم .

الاسلام سؤال وجواب

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More